تصاعد حوادث العنصرية ضد الممرضين في بريطانيا وسط تحذيرات من تفشي الكراهية
تصاعد حوادث العنصرية ضد الممرضين في بريطانيا وسط تحذيرات من تفشي الكراهية
كشفت بيانات جديدة صادرة عن نقابة التمريض في بريطانيا عن ارتفاع حاد في عدد الممرضين والممرضات الذين أبلغوا عن تعرضهم لإساءات وتمييز عنصري في أماكن عملهم داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وقالت النقابة في بيان يوم الأحد إن العام الجاري شهد زيادة قياسية في بلاغات التمييز، حيث يتوقع أن تتجاوز المكالمات الواردة إلى خط المشورة التابع للكلية الملكية للتمريض ألف مكالمة بحلول نهاية عام 2025، مقارنة بنحو 700 مكالمة في عام 2022 وقرابة 900 في العام الماضي وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضحت النقابة أن العديد من الممرضين المنتمين إلى الأقليات العرقية أفادوا بتعرضهم لعبارات مهينة من المرضى وزملاء العمل على حد سواء.
وقال بعضهم إنهم وُصفوا بعبارات عنصرية مهينة مثل "عبد" و"مخلوق"، في حين روى أحد الممرضين أن زميلاً قال له حرفيًا: "أريد أن أذكّرك بأنك لست واحدًا منا"، بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية.
وأضافت النقابة أن كثيرًا من هذه الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها رسميًا، ما يجعل الأعداد الحقيقية أعلى بكثير من الإحصاءات المسجلة في بريطانيا.
تأثير المناخ السياسي
وأشارت الكلية الملكية للتمريض إلى أن "الاضطرابات العنصرية والاحتجاجات المناهضة للمهاجرين" التي شهدتها بريطانيا في وقت سابق من هذا العام قد أسهمت في زيادة السلوكيات العدائية تجاه العاملين من الأقليات والمهاجرين في قطاع الصحة.
وقالت النقابة إن هذا المناخ المتوتر شجع بعض الأفراد على التصرف بعنصرية علنية، خصوصًا في أماكن العمل التي يفترض أن تقوم على المساواة والرعاية.
وقعت الكلية الملكية للتمريض مع عدد من النقابات الصحية الأخرى بيانًا مشتركًا دعا السياسيين في بريطانيا إلى التحرك العاجل لإنهاء ما وصفته بـ"الحملة المستمرة من الخطاب المعادي للمهاجرين"، محذّرة من أن استمرار مثل هذا الخطاب يهدد النسيج الاجتماعي داخل المؤسسات الصحية ويقوض بيئة العمل.
رد هيئة الخدمات الصحية
وفي أول تعليق رسمي، قال متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا إن "أي إساءة عنصرية ضد الممرضين أو أي من العاملين في قطاع الصحة أمر غير مقبول على الإطلاق"، مؤكدًا أن الهيئة "لن تتسامح مع أي شكل من أشكال السلوك التمييزي، سواء من المرضى أو من الزملاء داخل مؤسسات الرعاية الصحية".
تأتي هذه التقارير في وقت تواجه فيه بريطانيا تحديات متزايدة في التعامل مع قضايا الهجرة والتنوع العرقي داخل سوق العمل، خاصة في القطاع الصحي الذي يعتمد بشكل كبير على الكوادر الأجنبية.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن ما يقرب من ثلث العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية ينتمون إلى خلفيات عرقية متعددة.
ويرى خبراء أن تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين في بعض الأوساط السياسية والإعلامية أسهم في خلق بيئة غير آمنة للعاملين من الأقليات، وهو ما يستدعي تدخلاً حكوميًا ومؤسساتيًا جادًا لضمان المساواة والاحترام داخل جميع مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يقف على الخطوط الأمامية في خدمة المجتمع البريطاني.











